للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أولها: أن الله أعلن القطيعة بينه وبين المشركين بتسجيله سبحانه البراءة منهم في قوله: {وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ} (١) وفي الحديث القدسي: «من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه (٢)» فهذه براءة جازمة، وقضى سبحانه أن لا أولياء له إلا المؤمنون: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ} (٣) وقال: {وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ} (٤) وقال نافيا الولاية عن المشركين مثبتا إياها للمؤمنين: {وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} (٥)، فهذه القطيعة الحاصلة بين المشركين وخالقهم مرجعها.

تركهم توحيده سبحانه، والصلة الحاصلة بين المؤمنين وخالقهم مرجعها إلى توحيدهم، فالعلاقة بين الله وخلقه مدارها على التوحيد.

وقد أمر الله المؤمنين الموحدين أهل ولايته بقطع كل العلائق إلا


(١) سورة التوبة الآية ٣
(٢) أخرجه مسلم ٤/ ٢٢٨٩ حديث رقم ٢٩٨٥
(٣) سورة البقرة الآية ٢٥٧
(٤) سورة آل عمران الآية ٦٨
(٥) سورة الأنفال الآية ٣٤