للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى العلاقة مع الله، قال صلى الله عليه وسلم: «أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله والمعادة في الله، والحب في الله والبغض في الله (١)» فلا يرتبط الموحد بعلاقة ما إلا وحظ التوحيد هو عروتها التي عليها يعول، فلا يوالي إلا لحظ التوحيد، ولا يعادي إلا لحظ التوحيد، ولا يحب إلا لحظ التوحيد، ولا يبغض إلا لحظ التوحيد، وليس هذا في الوشائج العامة فقط بل وفي أفراد المعاملات، قال صلى الله عليه وسلم: «من أعطى لله ومنع لله وأحب لله وأبغض لله وأنكح لله فقد استكمل الإيمان (٢)» فالتوحيد هو نظام حياة المؤمن عطاؤه توحيد، ومنعه توحيد، وحبه توحيد، وبغضه توحيد، ونكاحه توحيد، وقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم الدلالة على أن كل حركة في حياة المسلم توحيد في قوله صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين (٣)» ولما قال له عمر رضي الله عنه: «يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي " قال له صلى الله عليه وسلم: " لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك " فقال عمر رضي الله عنه: " فإنه الآن والله لأنت أحب إلي من نفسي " فقال


(١) أخرجه أحمد ٣٠/ ٤٤٨ حديث رقم ٨٥٢٤، والطيالسي ص ١٠١ حديث رقم ٨٤٧، وابن أبي شيبة ١١/ ٤١ رقم ١٠٤٦٩، والبيهقي في الشعب ١/ ٤٦ رقم ١٤، وانظر الصحيحة للألباني رقم ١٧٢٨.
(٢) أخرجه أحمد ٢٤/ ٣٨٣ رقم ١٥٦١٧ وص ٣٩٩ رقم ٥٦٣٨، والترمذي ٤/ ٥٧٨ رقم ٢٥٢١، وأبو يعلى ٢/ ١٧٧ رقم ١٤٨٣ وص ١٨٢ رقم ١٤٩٨، وأبو داود ٤/ ٢٢٠ رقم ٤٦٨١، والحاكم ٢/ ١٦٤، وانظر الصحيحة رقم ٣٨٠.
(٣) متفق عليه، البخاري مع الفتح ١/ ٥٨ رقم ١٥، ومسلم ١/ ٦٧ رقم ٤٤.