أطنابه في واقع المسلمين اليوم حتى أطل على انحرافات عظيمة تفارق التوحيد وتقدح في أصله وتقطع الصلة بين التوحيد وبين تطبيق المسلمين له، وقد حلت بالمسلمين مشكلات عمتهم تطال قاصيهم ودانيهم، سببها ما قلناه من الجهل بالتوحيد، ولا حل لها إلا بالعودة إلى التوحيد الصحيح الحق، والعصر اليوم بجميع أهله في أمس الحاجة إلى دلالته على التوحيد لله وقيادته به لحل معضلاته، وليس هناك من يؤدي هذه المهمة إلا أهل التوحيد فهم الذين يدعون إليه ويدلون عليه ويحسنون القياد به. فهذه ثلاثة أمور تبرز بها شدة حاجة المسلمين لدراسة التوحيد بل وضرورة حياتهم وجماعتهم وبيضتهم إليه نفصلها في ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: الجهل الواقع بالتوحيد علما وعملا
لقد ركن كثير من عامة المسلمين في نواحي بلاد المسلمين في الانتساب إلى التوحيد إلى الإقرار بربوبية الله وأن يقولوا بألسنتهم " لا إله إلا الله " وأن يؤدوا الشعائر الظاهرة من صلاة وصيام وحج، ثم توجهوا بأخص خصائص العبودية لغير الله، فشائع فيهم التوجه للصالحين يدعونهم ويستغيثون بهم ويتوسلون بجاههم، فيقول أحدهم: يا سيدنا فلانا، ومولاي فلانا خذ بيدي، وكن لي كذا وادع الله لي بكذا، وأنا في حماك، وأنا بك وبالله، وأنا دخيلك، وينذرون لهم النذور فيقول أحدهم: يا سيدي فلانا إن رزقني الله كذا أجعل لك كذا، وإن تحقق كذا أو تحصلت على كذا أجعل لك كذا وأقدم لك كذا، ويذبحون لهم في مواسم يجعلونها بأسمائهم من وقت إلى وقت إذا جاء وقت موسم الولي فلان ساقوا