للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} (١) {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} (٢) فكانت قوة توحيدهم وإخلاصهم لله هي التي نفعتهم في هذه المشكلة العظيمة إذا قد جمع الناس لهم وجاءهم من يخوفهم ويثبطهم وكانت النتيجة أن انقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء.

فظهر بهذا أن حل مشكلات المسلمين الحالة بهم اليوم من خارجهم إنما تكون بإقامتهم التوحيد تاما صحيحا لله وحده بذلك يكفيهم الله عدوهم ومشكلاتهم وينقلبوا بنعمة من الله وفضل، وأما مشكلاتهم الحالة بهم من داخلهم فلا حل لها إلا بالاجتماع على توحيد الله وإقامة الوجه له والاعتصام بملته على الوجه الصحيح المستقيم يقول ربنا جل وعلا في ذلك: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (٣) جاءت هذه الآية في ختام الوصايا


(١) سورة آل عمران الآية ١٧٣
(٢) سورة آل عمران الآية ١٧٤
(٣) سورة الأنعام الآية ١٥٣