التوحيد ضالته المنشودة يسعى إليه بكل قواه، فالعالم في حاجة ماسة إلى دلالته إلى التوحيد وقيادته به، وليس ثمة من يؤدي هذه المهمة إلا المسلمين إذ هم أهل التوحيد وهو في عهدتهم، تحمل ذمتهم مهمة تبليغه وقيادة الخلق به، ولكن حال المسلمين على الأمر الذي ذكرنا في المطلب السابق فهم أنفسهم في حاجة إلى فهم صحيح مستقيم للتوحيد وتطبيق صحيح مستقيم له، بل إن سوء حال المسلمين هو أهم الحجب المائعة من تنبه العالم إلى أن حلول أزماته في التوحيد لله رب العالمين، وإن سوء حالهم واستحواذ الجهل بحقيقة التوحيد عليهم صار حجة لمخالفيهم في عدم صلاحية دينهم فظهر بهذا شدة حاجة العصر إلى التزام المسلمين بالتوحيد الصحيح المستقيم علما وعملا ليمكن منهم نقل خير هذا إلى العالم وحل سائر معضلاته، وما دام الأمر كذلك فحاجة المسلمين إلى دراسة التوحيد وشدة العناية به تعلما وتعليما متأكدة.
فأين يذهب المطالبون بتمييع دراسة التوحيد وأصول الملة وتهميش شأنها وجعلها في حشو المقررات الدراسية؟!! وفي خاتمة هذا أنبه إلى أنه قد يعبر البعض عن حاجة العصر إلى التوحيد بحاجته إلى الإسلام، فأقول: نعم، ولكن إلى الإسلام الصرف الذي لا يلتبس بظلم الشرك والبدع المردودة، لا مجرد الإسلام الذي ضد الكفر فإننا قد بينا أن حال غالب أهله في حاجة