للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقول الشاعر:

قد يبتلي الله بالبلوى وإن عظمت ... ويبتلي الله القوم بعض القوم بالنعم

(١) فالابتلاء يكون بالخير والشر، يقول الله تعالى: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} (٢) لكن الغالب من الآيات والأحاديث أنها تقصر معنى البلاء على الشر، فمن هذه الآيات قوله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} (٣) يقول الطبري: وقوله: بشيء من الخوف يعني من الخوف من العدو، وبالجوع وهو القحط، يقول: لنختبركم بشيء من خوف ينالكم من عدوكم وبسنة تصيبكم ينالكم فيها مجاعة وشدة وتعذر المطالب عليكم فتنقص لذلك أموالكم وحروب تكون بينكم وبين أعدائكم من الكفار فينقص لها عددكم وموت ذراريكم وأولادكم وجدوب تحدث فتنقص لها ثماركم كل ذلك امتحان مني لكم واختبار مني لكم فيتبين صادقكم في إيمانه من كاذبيكم فيه ويعرف أهل البصائر في دينهم منكم من أهل النفاق فيه والشك والارتياب كل ذلك خطاب منه لأتباع رسول الله وأصحابه. (٤) ومن الأحاديث قوله صلى الله عليه وسلم:


(١) البيت لأبي تمام انظر ديوانه: ١/ ٣١٤.
(٢) سورة الأنبياء الآية ٣٥
(٣) سورة البقرة الآية ١٥٥
(٤) جامع البيان الطبري: ١/ ٤١.