أما بقية الجوارح فيكون شكر الله بها عن طريق استخدامها في طاعة الله وتجنيبها المعاصي، فمثلا شكر العينين غضهما عن محارم الله تعالى، وعن عيوب الناس، وحثهما على قراءة المصحف وكتب العلم، وشكر الأذنين صرفهما عن سماع عيوب الناس، وعما لا يحل سماعه من الأغاني والمعازف وغيرها واستخدامهما بالطاعات وسماع القرآن والعلم النافع، وشكر اليدين كفهما عن أموال الناس، من شكر اليدين الإنفاق وكتابة العلم النافع واستعمالهما بما ينفع نفسه وغيره، وشكر الرجلين كفهما عن المشي في معصية الله (١) وحثهما على المشي إلى ما فيه مرضاة الله سبحانه. فجميع العبادات التي أوجبها الله علينا إنما وجبت شكرا على النعم فالله سبحانه غني عنا مغن لنا فنحن المحتاجون إليه.