للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أي لتكن منكم أمة منتصبة للقيام بأمر الله في الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأولئك هم المفلحون، وهم خاصة الصحابة وخاصة الرواة، يعنى المجاهدين والعلماء، وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ} (١) (اتباع القرآن وسنتي) (٢)

والمقصود من هذه الآية أن تكون فرقة من هذه الأمة متصدية لهذا الشأن وإن كان ذلك واجبا على كل فرد من الأمة بحسبه، كما ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان (٣)» (٤) فإن لم يستطع أي التغيير باليد وإزالته بالفعل لكون فاعله أقوى منه - فبلسانه، أي فليغيره بالقول وتلاوة ما أنزل الله من الوعيد عليه وذكر الوعظ والتخويف والنصيحة (فإن لم يستطع) فبقلبه بأن لا يرضى به وينكر في باطنه على متعاطيه، فيكون تغييرا معنويا؛ إذ ليس في وسعه إلا هذا (٥) وهما واجبان على الكفاية على هذه الأمة، يقول شيخ


(١) سورة آل عمران الآية ١٠٤
(٢) أورده ابن كثير في تفسيره: ١/ ٣٩١.
(٣) أخرجه مسلم ١/ ٦٩.
(٤) انظر تفسير القرآن العظيم لابن كثير ١/ ٣٩١.
(٥) عون المعبود لأبي الطيب آبادي ١١/ ٣٣٠.