للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الإسلام عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: (فالدعاء إلى الله هو الدعاء إلى سبيله، فهو أمر بسبيله، وسبيله تصديقه فيما أخبر وطاعته فيما أمر، وقد تبين أنهما واجبان على كل فرد من أفراد المسلمين وجوب فرض الكفاية، لا وجوب فرض الأعيان كالصلوات الخمس، بل كوجوب الجهاد والقيام بالواجبات من الدعوة الواجبة وغيرها يحتاج إلى شروط يقام بها، كما جاء في الحديث، ينبغي لمن أمر بالمعروف ونهى عن المنكر أن يكون فقيها فيما ينهى عنه، فالفقه قبل الأمر ليعرف المعروف وينكر المنكر، والرفق عند الأمر ليسلك أقرب الطرق إلى تحصيل المقصود، والحلم بعد الأمر ليصبر على أذى المأمور المنهي؛ فإنه كثيرا ما يحصل له الأذى بذلك؛ ولهذا قال تعالى: {يَابُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} (١)، وقد أمر نبينا بالصبر في مواضع كثيرة، كما قال تعالى في أول المدثر: {قُمْ فَأَنْذِرْ} (٢) {وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} (٣) {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} (٤) {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} (٥) {وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ} (٦) {وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ} (٧) وقال تعالى: {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} (٨)


(١) سورة لقمان الآية ١٧
(٢) سورة المدثر الآية ٢
(٣) سورة المدثر الآية ٣
(٤) سورة المدثر الآية ٤
(٥) سورة المدثر الآية ٥
(٦) سورة المدثر الآية ٦
(٧) سورة المدثر الآية ٧
(٨) سورة الطور الآية ٤٨