للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والنهي عن المنكر يدفع العذاب، والتقاعس عنه يوجب غضب الله عز وجل، ومعلوم أن من أسباب رفع البلاء الدعاء، لكن من تهاون بالأمر بالمعروف فحل به البلاء فإن دعاءه لرفع هذا البلاء محجوب، يقول السيوطي: «قبل أن تدعو فلا يستجاب لكم (١)» أي قبل أن ينزل عليكم البلاء بسبب المعاصي. وفيه إشعار أنه لا بد للعلماء أن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر، وإلا فهم أيضا شركاء في الوزر) (٢)

(لكن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يكون على بصيرة، وله شروط، وعلى درجات) (٣)

وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم صفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومراتبه، يقول الإمام النووي (وأما صفة النهي ومراتبه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الصحيح: «فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه (٤)» فقوله صلى الله عليه وسلم: (فبقلبه) معناه فليكرهه بقلبه، وليس ذلك بإزالة وتغيير منه للمنكر، ولكنه هو


(١) سنن الترمذي الفتن (٢١٦٩).
(٢) شرح سنن ابن ماجه السيوطي: ٢٨٩.
(٣) انظر مجموع الفتاوى ابن تيمية: ٣٢/ ٢٢، ٣٥/ ٣٢، ١٤/ ٤٧٢.
(٤) أخرجه مسلم ١/ ٦٩.