للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكذلك حسن الخلق والبعد عن الظلم، وقد ذكر المناوي أن البغي من الكبر، وقطيعة الرحم من البغي، والتي تكون بالإيذاء والصد أو الهجر، وجميعها من الكبائر، ودل على ذلك الوعيد الشديد؛ قال صلى الله عليه وسلم: «الرحم شجنة (٢)» أما قطيعتها بترك الإحسان فليس بكبيرة، وفيه تنبيه على أن البلاء بسبب القطيعة في الدنيا لا يدفع بلاء الآخرة (٣) وعقوبة الظلم لا تأتي فقط من ظلم الإنسان، بل حتى ظلم الحيوان يجر إلى العقوبة في الدنيا كما قد يجر إلى العقوبة بالآخرة، فقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم: «أن امرأة دخلت النار في هرة حبستها، فلم تطعمها ولم تتركها تأكل من خشاش الأرض (٤)» وأخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم «أن امرأة من بني إسرائيل باغية غفر لها؛ لأنها سقت كلبا كان يأكل الثرى من شدة العطش، فشكر الله لها وغفر لها (٥)»


(١) أخرجه البخاري: ٥/ ٢٢٢٣.
(٢) (١) فمن وصلها وصلته، ومن قطعها قطعته
(٣) انظر فيض القدير: ٥/ ٤٧٨.
(٤) أخرجه البخاري: ٣/ ١٢٠٥، ومسلم ٤/ ٢١١٠.
(٥) أخرجه البخاري: ٣/ ١٢٧٩، ومسلم: ٤/ ١٧٦١.