للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عنقه (١)» ومعناها (أعوذ بكلمات الله التامات الكاملات التي لا يدخلها نقص، وقيل: النافعة الشافية، وقيل: المراد بالكلمات هذا القرآن) (٢)

وأنواع المتعوذ منه عام وخاص: فيتعوذ بالله من كل شر، ومن أشياء مخصوصة بعينها جاء بالشريعة التعوذ بالله منها.

أما أين تقال؟ فإن المسلم يقولها عند نزوله أي منزل، سواء كان منزله أو في السيارة أو غيرها، فقد يكون معناه الجلوس واللبث، قال صلى الله عليه وسلم: «من نزل منزلا، ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق - لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك (٣)»؛ لأنه استعاذ بالله وحده فهو رب الفلق ورب الناس ملك الناس إله الناس خالق كل شيء ومالكه، الذي لا تنبغي الاستعاذة إلا به، ولا يستعاذ بأحد من خلقه، بل هو الذي يعيذ المستعيذين، ويعصمهم ويمنعهم من شر ما استعاذوا من شره، وقد أخبر تعالى في كتابه عمن استعاذ من الإنس بخلق مثلهم وهم الجن أن استعاذته بهم زادتهم طغيانا فزادوا المستعيذ بهم رهقا، فقال حكاية عن مؤمن الجن: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا} (٤) (٥) وقد تعوذ صلى الله


(١) أخرجه الترمذي: ٥/ ٥٤١، وقال: (حسن غريب)، والحاكم ١/ ٧٣٣، وقال: (حديث صحيح الإسناد متصل).
(٢) الديباج على صحيح مسلم السيوطي: ٦/ ٦٤.
(٣) أخرجه مسلم: ٤/ ٢٠٨٠.
(٤) سورة الجن الآية ٦
(٥) غاية الأماني محمود شكري الألوسي: ٢/ ٣٠٥.