للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جـ - لا يخبر بها إلا العالم بتأويلها؛ لأن الرؤيا تقع على حسب ما يعبرها المعبر، فلا يسأل إلا من اتصف بصفات منها العلم والنصح والإحسان، قال صلى الله عليه وسلم: «إن الرؤيا تقع على ما تعبر، ومثل ذلك رجل رفع رجله، فهو ينتظر متى يضعها، فإذا رأى أحدكم رؤيا فلا يحدث بها إلا عالما أو ناصحا (١)» «فالرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر، فإذا عبرت وقعت (٢)» قال: وأحسبه قال: «ولا يقصها إلا على واد أو ذي رأي (٣)»

وفي رواية: «ولا يحدث بها إلا حبيبا أو لبيبا (٤)»؛ لأن العالم يؤول بها له على الخير مهما أمكنه ذلك، وأما الناصح فإنه يرشد إلى ما ينفعه، ويعينه عليه، وأما اللبيب وهو العارف بتأويلها فإنه يعلمه بما يؤول عليه في ذلك، أو يسكت، وأما الحبيب فإنه إن عرف خيرا قاله، وإن جهل أو شك سكت (٥) لأنه يعلم أنها إذ عبرت وقعت على الرائي يعني يلحقه حكمها،


(١) أخرجه الحاكم: ٤/ ٤٣٣ وقال: (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي وصححه الألباني في الصحيحة: ١/ ٢٤.
(٢) سنن الترمذي الرؤيا (٢٢٧٨)، سنن أبي داود الأدب (٥٠٢٠)، سنن ابن ماجه تعبير الرؤيا (٣٩١٤)، مسند أحمد (٤/ ١٠)، سنن الدارمي الرؤيا (٢١٤٨).
(٣) أخرجه أبو داود: ج٤ ص٣٠٥، وابن ماجه: ج٢/ ١٢٨٨، وابن حبان، ج١٣ ص٤١٥، قال الألباني في سنن أبي داود: ٥٠٢٠ (صحيح).
(٤) أخرجه الترمذي: ٩/ ١٣٢، وقال: حديث حسن صحيح.
(٥) انظر: فتح الباري ابن حجر: ١٢/ ٣٦٩، وتحفة الأحوذي المباركفوري: ٦/ ١٢٩.