للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١١ - تركهم أغنياء غير محتاجين: فعن عامر بن سعد عن أبيه قال: «عادني النبي صلى الله عليه وسلم عام حجه الوداع من مرض أشفيت منه على الموت، فقلت: يا رسول الله، بلغ بي من الوجع ما ترى، وأنا ذو مال، ولا يرثني إلا ابنة لي واحدة أفأتصدق بثلثي مالي؟ قال: لا، قال: فأتصدق بشطره؟ قال: لا، الثلث يا سعد، والثلث كثير، فإنك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس (١)»

وحتى لا يشبوا على الفقر والحاجة وإراقة ماء الوجه بالسؤال. يقول ابن حجر قوله: " عالة " أي فقراء .... قوله: " يتكففون الناس " أي يسألون الناس بأكفهم، يقال: تكفف الناس واستكف، إذا بسط كفه للسؤال، أو سأل ما يكف عنه الجوع، أو سأل كفا كفا من الطعام، وقوله في أيديهم أي بأيديهم، أو سألوا بأكفهم وضع المسؤول في أيديهم (٢)

١٢ - الرفق في جميع الأمور وخصوصا مع الأطفال ورحمتهم: إن الرفق مطلوب بكل أمر وشيء، ومع الوالدين، ومع الناس، فكيف بهؤلاء الضعفاء؟ فقد قال صلى الله عليه وسلم ذاكرا أن الرفق يكون في كل شيء وأنه يزينه، وإذا فقده كان عيبا ونقصا وشينا: «إن الرفق لم يكن في شيء


(١) أخرجه البخاري: ٣/ ١٤٣١.
(٢) فتح الباري ابن حجر: ٥/ ٣٦٦.