للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسلم ورحمته لأمامة أنه كان إذا ركع أو سجد يخشى عليها أن تسقط فيضعها وكأنها كانت لتعلقها به لا تصبر في الأرض فتجزع من مفارقته فيحتاج أن يحملها إذا قام واستنبط منه بعضهم عظم قدر رحمة الولد لأنه تعارض حينئذ المحافظة على المبالغة في الخشوع والمحافظة على مراعاة خاطر الولد فقدم الثاني ويحتمل أن يكون صلى الله عليه وسلم إنما فعل ذلك لبيان الجواز. قوله: «من لا يرحم لا يرحم (١)» أي الذي يفعل هذا الفعل لا يرحم " (٢)

١٣ - ألا يضرب الطفل دون سن العاشرة من العمر: لأنه لم يرد في الشريعة أمر بضرب الأطفال على شيء إلا على الصلاة الركن الثاني من أركان الإسلام فهي من أعظم الأعمال بعد الشهادة، ومع ذلك لا يضرب الطفل على تركها قبل سن العاشرة وبعد أن يكرر الأمر عليه بصلاتها خمس مرات باليوم لمدة ثلاث سنوات، قال صلى الله عليه وسلم: «مروا صبيانكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر (٣)» فكيف يضرب الطفل على أمر من أمور الدين يأتي بعدها بالمرتبة أو على أي شيء آخر من أمور الدنيا فالله الله في الرفق بهم وضبط الأعصاب وعدم الغضب عند التعامل معهم فقد تضرب الأم طفلها لأنه كسر شيئا من الآنية أو غيرها فهل تكسر نفس ابنها؟ أيهما


(١) صحيح البخاري الأدب (٥٩٩٧)، صحيح مسلم الفضائل (٢٣١٨)، سنن الترمذي البر والصلة (١٩١١)، سنن أبي داود الأدب (٥٢١٨)، مسند أحمد (٢/ ٥١٤).
(٢) فتح الباري ابن حجر: ١٠/ ٤٢٩.
(٣) أخرجه أبو داود: ١/ ١٣٣، وقال الألباني في إرواء الغليل ٢٩٨: صحيح. وأحمد ٢/ ١٨٠، والحاكم: ١/ ٣١١، والدارقطني: ١/ ٢٣٠.