للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإن شاء أفناها، وعلى الاعتراف بالعجز وأن ما تيسر له من عمارتها إنما هو بمعونة الله لا قوته وقدرته، قال الزجاج: لا يقوى أحد على ما في يده من ملك ونعمة إلا بالله، ولا يكون إلا ما شاء الله ثم لما علمه الأمان وتفويض الأمور إلى الله سبحانه " (١) لأن الله هو المنعم والمعطي فلا حول ولا قوة إلا بالله، ولا ملجأ ولا منجى منه إلا إليه سبحانه (٢) فالأمور التي تحفظ الولد بإذن الله وتدفع عنه البلاء كما مر ذكرها هي: اختيار الأب الصالح فقد قال - صلى الله عليه وسلم - «إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه (٣)» والأم ذات الدين، قال صلى الله عليه وسلم: «تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، وجمالها، ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك (٤)» والبسملة والذكر والدعاء قبل تكوين خلق الطفل، والأذان في أذن المولود اليمنى والإقامة في اليسرى، وتحنيكه والتبريك عليه عند ولادته، واختيار الاسم الحسن له، وحلق رأسه ذكرا كان أم أنثى، وختان الصبي، وحفظ الأطفال من اللعب في المساء، وتربيتهم تربية حسنة، والعدل بينهم، وتركهم أغنياء غير محتاجين، والرفق بهم ورحمتهم، وألا يضربهم دون سن العاشرة من العمر، وأن يكثر الوالد من الدعاء لولده بالخير ويحرص على تعويذهم وعدم الدعاء عليهم.


(١) فتح القدير، للشوكاني ٣/ ٢٨٧، وانظر أبي السعود: ٥/ ٢٢٣، والبيضاوي: ٣/ ١٠٥.
(٢) انظر: مجموع الفتاوى ابن تيمية: ١٤/ ٣٤١.
(٣) أخرجه: ابن ماجه ج ١ ص ٦٣٢، والترمذي ج ٣ ص ٣٩٥، وقال: هذا حديث حسن غريب.
(٤) أخرجه البخاري: ج ٥ ص ١٩٥٨، ومسلم ج ٢ ص ١٠٨٦.