للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ} (١).

ولا يضر ما علق بالنفس من ذلك كالوسوسة ونحوها ما لم يتفوه به أو يذكره لأحد؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم (٢)».

والرابع: أنه يلزم من قام بذهنه شيء من الأمر المذكور فتكلم به أن لا يكثر منه ولا يشيعه ويذيعه، بل يسارع إلى التوبة والإقلاع، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} (٣)، قال ابن كثير: أي يختارون ظهور الكلام عنهم بالقبيح.

إن من شأن التخلق بهذه الآداب الفاضلة أن يقطع دابر الفتنة وأن يدرأ أسباب العداوة، وأن يقطع الطريق أمام المغرضين الساعين بين المؤمنين بالفساد والإفساد.


(١) سورة النور الآية ١٦
(٢) سنن النسائي الطلاق (٣٤٣٤)، سنن أبي داود الطلاق (٢٢٠٩)، سنن ابن ماجه الطلاق (٢٠٤٠).
(٣) سورة النور الآية ١٩