الحمد لله، وبعد، فقد عنيت الدراسة بإظهار موقف علماء الدعوة من أحد أهم الفرق المخالفة لأهل السنة، وهي فرقة المرجئة، وتحقيقا لذلك جاءت الدراسة في تمهيد وأربعة فصول، فأما التمهيد فهو في بيان المراد بمصطلح علماء الدعوة الذين تناولتهم الدراسة، وأنهم أولئك العلماء الذين حملوا لواء الدعوة التي أحيا معالمها الإمام محمد بن عبد الوهاب حتى نهاية القرن الرابع عشر، وفي الفصل الأول التعريف بالمرجئة، ونشأتها، وفرقها، وتحرر ذلك في مباحث ثلاثة، المبحث الأول: التعريف بالمرجئة، وفيه أنهم القائلون بإخراج العمل عن الإيمان، والمبحث الثاني: نشأة الإرجاء، وفيه أنه ظهر في عهد أواخر الصحابة، والمبحث الثالث: فرق المرجئة، وفيه بيان منزلة المرجئة بين الفرق الثلاث والسبعين، وأنها من الفرق الأصول، ثم ذكر عدد فرق المرجئة، الذين جاء ذكرهم عند علماء الدعوة، وفي الفصل الثاني آراء المرجئة في مسائل الإيمان، وسيقت هذه الآراء من خلال أربعة مباحث، المبحث الأول: مسمى الإيمان عند المرجئة، وفيه عرض لمقالة أشهر فرق المرجئة، وهم مرجئة الفقهاء، وجهمية المرجئة، والكرامية، وفيه إبطال ما ذهبت إليه المرجئة من تعليق الكفر بزوال التصديق، والمبحث الثاني: زيادة الإيمان ونقصانه عند المرجئة، وفيه شرح اتفاقهم على أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص، وأصلهم