لا يزال في ذريته نبي، وإنا نخاف إن اتبعناك أن تقتلنا يهود
فهؤلاء أقروا بألسنتهم إقرارا مطابقا لمعتقدهم أنه نبي، ولم يدخلوا بهذا التصديق والإقرار في الإيمان؛ لأنهم لم يلتزموا طاعته، والانقياد لأمره.
ومن هذا كفر أبي طالب، فإنه عرف حقيقة المعرفة أنه صادق، وأقر بذلك بلسانه، وصرح به في شعره، ولم يدخل بذلك في الإسلام.
والحاصل أن المعرفة بالحق لا تستلزم الإيمان ولا العمل، وقد قال - صلى الله عليه وسلم - «والفرج يصدق ذلك أو يكذبه (١)» فجعل التصديق عمل الفرج ما تمناه القلب، والتكذيب تركه لذلك، وهذا صريح في أن التصديق لا يصح إلا بالعمل
وقبل ختم مقالة جهمية المرجئة في مسمى الإيمان ينبه على رجوع إمام الأشاعرة أبي الحسن الأشعري عن هذه المقالة، وإعلانه متابعة الإمام أحمد.
يقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن: «وممن خالفهم - يعني الأشاعرة -
(١) رواه البخاري: كتاب الاستئذان، باب زنى الجوارح دون الفرج ١١/ ٢٨ رقم ٦٢٤٣، ومسلم ١٦/ ٣١٥ رقم ٢٦٥٧.