للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأما ما أشار إليه الشيخ عبد اللطيف من اللوازم الباطلة المترتبة على مقالة جهمية المرجئة في مسمى الإيمان، فمما أورده علماء الدعوة منها أن يكون إبليس، وفرعون وقومه، واليهود، والذين عرفوا أن محمدا - صلى الله عليه وسلم - رسول الله كما يعرفون أبناءهم مؤمنين مصدقين، وقد قال تعالى: {فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ} (١) أي يعتقدون أنك صادق {وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} (٢)، والجحود لا يكون إلا بعد معرفة الحق، وقال تعالى: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا} (٣)، وقال موسى لفرعون: {قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ} (٤)، وقال تعالى عن اليهود: {يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (٥).

ولما جاء النفران اليهوديان إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وسألاه عما دلهما على نبوته، فقالا: نشهد أنك نبي، فقال: فما يمنعكما من اتباعي؟ قالا: إن داود دعا أن


(١) سورة الأنعام الآية ٣٣
(٢) سورة الأنعام الآية ٣٣
(٣) سورة النمل الآية ١٤
(٤) سورة الإسراء الآية ١٠٢
(٥) سورة البقرة الآية ١٤٦