للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فسيأتي بعون الله نقض ذلك في فصل مستقل أثناء نقض حججهم.

وأما تسميتهم لمرتكب الكبيرة باسم الإيمان، ودعواهم أنه كامل الإيمان، فإن هذا مخالف لما دلت عليه النصوص من أن مرتكب الكبيرة لا يسلب عنه اسم الإيمان على الإطلاق، ولا يعطاه على الإطلاق، بل يقال: هو مؤمن ناقص الإيمان، أو مؤمن عاص، أو مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته، وعلى هذا يدل الكتاب، والسنة، وإجماع سلف الأمة

ثم إن توقف الواقفة من المرجئة في قبول توبة التائب مخالف لما دلت عليه النصوص، كقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران، ودرع من جرب (١)» وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر (٢)» وغير ذلك من النصوص الدالة على أن الذنب والوعيد لا يلحق من تاب توبة نصوحا


(١) رواه مسلم ٦/ ٣٣٤ رقم ٩٣٤.
(٢) رواه الإمام أحمد في المسند ١٠/ ٣٠٠ رقم ٦١٦٠، والترمذي في الجامع: ٩/ ١٩٢ رقم ٣٥٣١، وابن ماجه في السنن: ٢/ ٤٣٨ رقم ٤٣٠٧.