للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولا ريب أن مسألة نصوص الوعد والوعيد كما يقول إمام الدعوة مسألة كبيرة (١) ولذا كانت من آكد المسائل التي اهتم بها علماء الدعوة، وكشفوا الحق فيها، خاصة أن أهل البدع والمخالفين جعلوها تكأة لنبز أهل الدعوة بأنهم خوارج ومن ثم كثرت تقريرات علماء الدعوة على كلمة التوحيد، وبيان متى تكون منجية لقائلها، حتى صار ذلك علما عليهم، إذ أنتجوا في ذلك بحوثا حافلة، وتحقيقات متينة.

وليس البحث هنا في تقييد ما حرروه حول كلمة التوحيد، فإن هذا باب واسع، وإنما القصد عرض نقضهم لهذه الحجة الإرجائية بعون الله تعالى.

فمما بينه علماء الدعوة في ذلك أن هذه الحجة جاءت في مقابلة قول الوعيدية بتكفير أهل الذنوب استدلالا بنصوص الوعيد، فجاء المرجئة فاحتجوا بنصوص الوعد (٢)

والحق وسط بين هذين الطرفين، والواجب إعمال النصوص كلها، فإن «الذي يجب العلم به أن كل ما قاله الرسول حق يجب الإيمان به، ولو لم يعرف الإنسان معناه، وفي القرآن آيات الوعد والوعيد كذلك، وأشكل الكل على كثير من الناس من السلف ومن بعدهم» (٣)


(١) انظر: الدرر السنية ٢/ ١٣٠، والفتاوى ضمن القسم الثالث من مؤلفات الشيخ الإمام ٥٠.
(٢) انظر: الدرر السنية ١٣/ ٧٤، ٢٢٥، ومسائل لخصها الإمام ١٣٦ - ١٣٧.
(٣) الفتاوى، ضمن القسم الثالث مؤلفات الشيخ الإمام ٤٤ - ٤٥، وانظر منه ٥٣.