للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يكون معبودا بحق غير الملك الأعظم، فإن هذا العلم هو أعظم الذكرى المنجية من أهوال الساعة، وإنما يكون علما إذا كان نافعا، وإنما يكون نافعا إذا كان مع الإذعان، والعمل بما تقتضيه، وإلا فهو جهل صرف (١)

وبهذا التحقيق الحافل من هؤلاء الأعلام يتبين الموقف الحق من كلمة التوحيد ونصوص الوعد، وأنها مقيدة بقيود ثقال لا بد من الإتيان بها جميعا، قولا، واعتقادا، وعملا، وأن لا يأتي قائلها بعد بما يخالفها ويضعفها (٢)

فلا إله إلا الله ليست باللسان فقط، بل لا بد للمسلم إذا لفظ بها أنه يعرف معناها بقلبه (٣) ثم لا بد له إذا عرف معناها من العمل به، لا مجرد العلم، فهذا هو الإسلام واتباع ملة الأنبياء: العلم بذلك، والعمل به، لا مجرد العلم (٤)

وهذه هي حقيقة الإسلام، وهي أن يسلم العبد بقلبه وجوارحه لله تعالى، وينقاد له بالتوحيد والطاعة، كما قال تعالى: {بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ} (٥)، وقال تعالى:


(١) نقله في: فتح المجيد ٦٨ - ٦٩، وقرة عيون الموحدين ٢٥، والدرر السنية ٢/ ٢١٨، ٣٥٧.
(٢) انظر: تيسير العزيز الحميد ٧٢، والدرر السنية ٢/ ٢٤٣، ومصباح الظلام ٦٠٠.
(٣) الدرر السنية ٢/ ١٢٩.
(٤) الدرر السنية ١٣/ ٢٥٣.
(٥) سورة البقرة الآية ١١٢