للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقوله عليه الصلاة والسلام (أهل كتاب) إخبار منه عليه الصلاة السلام بحال المدعوين وطبيعتهم.

وذكره التوحيد والإقرار برسالته والصلاة والزكاة وتجنب الظلم وتحري العدل بيان لموضوعات الدعوة.

والترتيب بين تلك الموضوعات من حيث البدء بالأهم منها فما دونه يدل على كيفية الدعوة وطريقتها.

وهناك أدلة أخرى تشير إلى أهمية هذه الأمور الثلاثة وضرورتها للداعية وتدل عليها، كما في قصة سليمان عليه السلام مع الهدهد في دعوة ملكة سبأ إذ تضمنت القصة ما يدل على العلم بحال المدعو في قوله تعالى عن خبر الهدهد لسليمان عليه السلام: {فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ} (١) {إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ} (٢) {وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ} (٣).

وتضمنت ما يدل على العلم بموضوع الدعوة في قوله تعالى: {قَالَتْ يَاأَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ} (٤) {إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} (٥) {أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ} (٦).


(١) سورة النمل الآية ٢٢
(٢) سورة النمل الآية ٢٣
(٣) سورة النمل الآية ٢٤
(٤) سورة النمل الآية ٢٩
(٥) سورة النمل الآية ٣٠
(٦) سورة النمل الآية ٣١