للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يسلكها في دعوته من حيث مشروعيتها وكيفية استخداماتها والظروف المحيطة بذلك.

ج - العلم بالمدعوين: وهم جمهور الدعوة فيعرف الداعي أصناف المدعوين وطبائعهم وظروفهم وأحوالهم ومستوياتهم العلمية والاجتماعية ليختار لهم من الأساليب أنجعها ومن الطرق أنفعها ومن الموضوعات أنسبها. ويدل على ذلك قوله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (١). والبصيرة بمعناها العام هي العلم والفهم فتتناول هذه الأمور الثلاثة في حق الداعية.

كما يدل على ذلك تعليم النبي - صلى الله عليه وسلم - لمعاذ بن جبل رضي الله عنه هذه الأنواع الثلاثة كلها لما بعثه إلى اليمن داعيا؛ فقد قال عليه الصلاة والسلام له: «إنك ستأتي قوما أهل كتاب فإذا جئتهم فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لك فأعلمهم أن الله فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لك بذلك فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينه وبين الله حجاب (٢)»


(١) سورة يوسف الآية ١٠٨
(٢) صحيح البخاري / كتاب الزكاة: باب: أخذ الصدقة من الأغنياء وترد في الفقراء ... /١٤٩٦، وصحيح مسلم / كتاب الإيمان: باب الدعاء إلى الشهادتين وشرائع الإسلام / ٢٧.