للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الطمأنينة عند سورة الغضب) (١) فلا يستفز طالب الحكمة بقول أو فعل مثير، وهو خصلة رشيدة وسط بين خصلتين ذميمتين هما الغضب والبلادة (٢)

٣ - الأناة، وهي التثبت والتروي والتبصر في الأمور وعدم العجلة فيها (٣) ومن رزق هذه الصفة كانت سببا من أسباب انضباط تصرفاته وحسن تدبيره، وهي خصلة رشيدة وسط بين خصلتين ذميمتين هما العجلة والتباطؤ (٤)

والحلم والأناة خصلتان عظيمتان تدلان على عقل راجح ورأي سديد وتصرف سليم ولذلك مدح بها النبي الكريم أشج عبد القيس فعن زارع، وكان في وفد عبد القيس، قال: «لما قدمنا المدينة فجعلنا نتبادر من رواحلنا فنقبل يد النبي - صلى الله عليه وسلم - ورجله قال،: وانتظر المنذر الأشج حتى أتى عيبته فلبس ثوبيه ثم أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له: «إن فيك خلتين يحبهما الله؛ الحلم والأناة»، قال: يا رسول الله: أنا أتخلق بهما أم الله جبلني عليهما؟ قال: «بل الله جبلك عليهما» قال: الحمد لله الذي جبلني على خلتين يحبهما الله ورسوله (٥)»


(١) التعريفات / الجرجاني (مرجع سابق) ١٢٦.
(٢) انظر: موسوعة أخلاق القرآن (بيروت: دار الرائد العربي: ١٤٠٧) ١/ ١٨٣.
(٣) القاموس المحيط (مرجع سابق) ١٦٢٨.
(٤) انظر: الأخلاق الإسلامية وأسسها / الميداني (دمشق: دار القلم: ١٤١٣) ٢/ ٣٦٧.
(٥) صحيح مسلم / كتاب الإيمان: باب الإيمان بالله تعالى ورسوله - صلى الله عليه وسلم - / ٢٤، وسنن أبي داود / كتاب الأدب: باب في قبلة الرجل / ٤٥٤٨ واللفظ له.