للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مفسدة وجود المعصية (١)

وكذلك كان صبر نوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم الصلاة والسلام على ما نالهم في الله باختيارهم، وفعلهم ومقاومتهم قومهم أكمل من صبر أيوب على ما ناله في الله من ابتلائه وامتحانه بما ليس مسببا عن فعله وكذلك كان صبر إسماعيل الذبيح وصبر أبيه إبراهيم عليهما السلام على تنفيذ أمر الله أكمل من صبر يعقوب على فقد يوسف (٢)

ويقول الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله: (فهو ثلاثة أقسام: صبرها على طاعة الله حتى تؤديها، وعن معصية الله حتى تتركها، وعلى أقدار الله المؤلمة حتى تتخطاها. فالصبر هو المعونة العظيمة على كل أمر، فلا سبيل لغير الصابر أن يدرك مطلوبه وخصوصا الطاعة الشاقة والمستمرة، فإنها مفتقرة أشد الافتقار إلى تحمل الصبر، وتجرع المرارة الشاقة، فإذا لازم صاحبها الصبر، فاز بالنجاح، وإن رده المكروه والمشقة عن الصبر والملازمة عليها، لم يدرك شيئا وحصل على الحرمان وكذلك المعصية التي تشد دواعي النفس ونوازعها إليها وهي محل قدرة العبد فهذه لا يمكن تركها إلا بصبر عظيم، وكف لدواعي قلبه ونوازعها لله تعالى، واستعانة بالله على العصمة منها، فإنها من الفتن الكبار، وكذلك البلاء الشاق، خصوصا إن استمر، فهذا تضعف معه


(١) المرجع السابق: ٢/ ١٦٣.
(٢) المرجع السابق: ٢/ ١٧٦.