القوى النفسانية والجسدية، ويوجد مقتضاها، وهو التسخط، إن لم يقاومها صاحبها بالصبر لله، والتوكل عليه، والالتجاء إليه، والافتقار على الدوام، فعلمت أن الصبر محتاج إليه العبد بل مضطر إليه في كل حالة من أحواله .. ) (١)
ويحدد الإمام الماوردي للصبر ستة أقسام فيقول ما ملخصه: واعلم أن الصبر على ستة أقسام، وهو في كل قسم منها محمود، فأول أقسامه وأولاها: الصبر على امتثال ما أمر الله تعالى به، والانتهاء عما نهى الله عنه، لأن به تخلص الطاعة وبها يصح الدين وتؤدى الفروض ويستحق الثواب.
والقسم الثاني: الصبر على ما تقتضيه أوقاته من رزية قد أجهده الحزن عليها، أو حادثة قد كده الهم بها، فإن الصبر عليها يعقبه الراحة منها، ويكسبه المثوبة عنها، فإن صبر طائعا وإلا احتمل هما لازما، وصبر كارها آثما.
والقسم الثالث: الصبر على ما فات إدراكه من رغبة مرجوة، وأعوز نيله من مسرة مأمولة فإن الصبر عنها يعقب السلو منها، والأسف بعد اليأس خرق.
والقسم الرابع: الصبر فيما يخشى حدوثه من رهبة يخافها، أو يحذر حلوله من نكبة يخشاها فلا يتعجل هم ما لم يأت، فإن أكثر الهموم كاذبة، وإن الأغلب من الخوف مدفوع.