للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وخطر الفتوى عظيم على المفتي والمستفتي، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من أفتي بغير علم كان إثمه على من أفتاه (١)»

فـ: " الإفتاء عظيم الخطر، كبير الموقع، كثير الفضل؛ لأن المفتي وارث الأنبياء ـ صلوات الله وسلامه عليهم " (٢) والمفتون هم: " من دارت الفتيا على أقوالهم بين الأنام الذين خصوا باستنباط الأحكام، وعنوا بضبط قواعد الحلال والحرام، فهم في الأرض بمنزلة النجوم في السماء، بهم يهتدي الحيران في الظلماء، وحاجة الناس إليهم أعظم من حاجتهم إلى الطعام والشراب، وطاعتهم أفرض عليهم من طاعة الأمهات والآباء " (٣)

ولأهمية الفتوى في تأكيد وسطية الأمة فقد جرى تناوله في هذا البحث، وانتظم في مقدمة وتمهيد وسبعة مباحث وخاتمة، وبيانها كما يلي:


(١) أخرجه أبو داود واللفظ له ٣/ ٣٢١، باب التوقي في الفتيا، وأخرجه ابن ماجه ١/ ٢٠، باب اجتناب الرأي والقياس، وأخرجه الحاكم ١/ ١٨٤، كتاب العلم، ١/ ٢١٥، وقال: " هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه "، وأخرجه أحمد ٢/ ٣٢١، وأخرجه البيهقي ١٠/ ١١٦، كتاب آداب القاضي، باب إثم من أفتى أو قضى بالجهل.
(٢) المجموع شرح المهذب ١/ ٧٣.
(٣) إعلام الموقعين عن رب العالمين ١/ ٩، وانظر: ٤/ ٨٩ من المرجع نفسه.