للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشرع واطمئنان يرتسم على نفسه ومحياه، ومخالفتهما شقاء عليه في الدنيا والآخرة (١) يقول الله ـ تعالى ـ: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى} (٢) {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} (٣) {قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا} (٤) {قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى} (٥) {وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى} (٦) قال ابن عباس رضي الله عنهما: " ضمن الله لمن اتبع القرآن ألا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة، ثم تلا: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى} (٧) (٨)

وقال ابن كثير (ت: ٧٧٤هـ) في قوله ـ تعالى: {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا} (٩): " أي: ضنكا في الدنيا، فلا طمأنينة له، ولا انشراح لصدره، بل صدره ضيق حرج لضلاله وإن تنعم ظاهره ولبس ما شاء وأكل ما شاء وسكن حيث شاء؛ فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى فهو في قلق وحيرة وشك، فلا يزال في ريبه يتردد، فهذا ضنك المعيشة " (١٠)


(١) تفسير القرآن العظيم ٣/ ١٧٧.
(٢) سورة طه الآية ١٢٣
(٣) سورة طه الآية ١٢٤
(٤) سورة طه الآية ١٢٥
(٥) سورة طه الآية ١٢٦
(٦) سورة طه الآية ١٢٧
(٧) سورة طه الآية ١٢٣
(٨) أخرجه ابن أبي شيبة ٧/ ١٣٦.
(٩) سورة طه الآية ١٢٤
(١٠) تفسير القرآن العظيم ٣/ ١٧٧.