للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي الآخرة يحشر أعمى جزاء وفاقا، فقد صد عن هدي الكتاب والسنة وعميت بصيرته عن الاستنارة بهما، يقول الله - تعالى: {وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا} (١) يقول ابن كثير في تفسير قول الله - تعالى: {قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا} (٢) أي لما أعرضت عن آيات الله وعاملتها معاملة من لم يذكرها بعد بلاغها إليك تناسيتها وأعرضت عنها وأغفلتها كذلك اليوم نعاملك معاملة من ينساك» (٣)

فكم لمنهج الوسطية في الفتوى من أثر إيجابي في انتظام أحوال المستفتي على الشرع والحياة السعيدة له في الدنيا والآخرة.


(١) سورة الإسراء الآية ٩٧
(٢) سورة طه الآية ١٢٥
(٣) تفسير القرآن العظيم ٣/ ١٧٨.