للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأحاديث هي:

الحديث الأول: حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قام أعرابي فبال في المسجد، فتناوله الناس فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: «دعوه وهريقوا على بوله سجلا من ماء أو ذنوبا من ماء، فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين (١)»

ذكر الحافظ في ثنايا ما يستنبط من هذا الحديث ما يشهد لقاعدة «تحصل أعظم المصلحتين بترك أدناهما» فقال: «قال ابن دقيق العيد: لم ينكر النبي - صلى الله عليه وسلم - على الصحابة ولم يقل لهم لم نهيتم الأعرابي؟ بل أمرهم بالكف عنه للمصلحة الراجحة وهو .... تحصيل أعظم المصلحتين بترك أيسرهما» (٢)

ووجه الاستدلال من الحديث لهذه القاعدة ظاهر، ويتلخص في أن ترك الأعرابي يتم بوله في المكان الذي بال فيه، وعدم قطع بوله، لئلا


(١) كما في الإحسان ح (١٣٩٩)، والأعرابي: واحد الأعراب، وهو الذي يسكن البادية، ينظر: اللسان، عرب، (١/ ٥٨٦)، والسجل: بفتح المهملة وسكون الجيم، قيل: هو الدلو ملأى ولا يقال لها ذلك وهي فارغة، وقيل: السجل دلو واسعة، وقيل: الدلو الضخمة، ينظر: النهاية (٢/ ٣٤٣)، اللسان، سجل، (١١/ ٣٢٥)، والذنوب - بفتح الذال وضم النون -: الدلو المملوءة ماء، وقيل الدلو العظيمة، وهريقوا: أي صبوا عليه، ينظر: النهاية (٢/ ١٧١)، اللسان، ذنب (١/ ٣٨٩).
(٢) فتح الباري (١/ ٣٢٥).