للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحديث السابع: حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «والذي نفسي بيده لولا أن رجالا من المؤمنين لا تطيب أنفسهم أن يتخلفوا عني، ولا أجد ما أحملهم عليه، ما تخلفت عن سرية تغزو في سبيل الله، والذي نفسي بيده لوددت أني أقتل في سبيل الله، ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل (١)»

ذكر الحافظ في ثنايا ما يستنبط من هذا الحديث ما يشهد لقاعدة: «تحصل أعظم المصلحتين بترك أدناهما»، فقال: «في الحديث ترك بعض المصالح لمصلحة راجحة أو أرجح أو لدفع مفسدة» (٢)


(١) أخرجه البخاري ح (٢٧٩٧) ومسلم ح (١٨٧٦)، والنسائي ح (٣٠٩٨)، وابن ماجه ح (٢٧٥٣)، وأحمد (٢/ ٤٩٦) ح (١٠٤٤٦)، والسرية: طائفة من الجيش يبلغ أقصاها أربعمائة، تبعث إلى العدو، وجمعها: سرايا، سموا بذلك لأنهم يكونون خلاصة العسكر وخيارهم، من الشيء السري: النفيس، وقيل: سموا بذلك لأنهم ينفذون سرا وخفية، ينظر: النهاية (٢/ ٣٦٣)، اللسان، سرى، (١٤/ ٣٧٧)، هدي الساري ص (١٣١).
(٢) فتح الباري (٦/ ١٧).