الحديث الخامس: حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه قال: «ذكر المتلاعنان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عاصم بن عدي في ذلك قولا ثم انصرف، فأتاه رجل من قومه فذكر له أنه وجد مع امرأته رجلا فقال عاصم: ما ابتليت بهذا الأمر إلا لقولي، فذهب به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بالذي وجد عليه امرأته، وكان ذلك الرجل مصفرا قليل اللحم، سبط الشعر، وكان الذي وجد عند أهله آدم خدلا كثير اللحم، جعدا قططا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم بين فوضعت شبيها بالرجل الذي ذكر زوجها أنه وجد عندها، فلاعن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما فقال رجل لابن عباس في المجلس هي التي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو رجمت أحدا بغير بينة لرجمت هذه فقال ابن عباس: لا تلك امرأة كانت تظهر السوء في الإسلام (١)»
(١) أخرجه البخاري ح (٥٣١٦)، ومسلم ح (١٤٩٧)، والنسائي ح (٣٤٧٠)، ابن ماجه ح (٢٥٦٠)، وأحمد (١/ ٣٣٥) ح (٣١٠٦)، قوله: المتلاعنان: جاء في رواية «التلاعن»، والمراد ذكر حكم الرجل يرمي امرأته بالزنا فعبر عنه بالتلاعن باعتبار ما آل إليه الأمر بعد نزول قوله تعالى: (والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء) الآية، قوله: «فقال عاصم بن عدي في ذلك قولا» المراد به قوله في حديث آخر: «أرأيت لو أن رجلا وجد مع امرأته رجلا أيقتله فتقتلونه أم كيف يفعل»، قوله: فأتاه رجل: هو عويمر بن عمرو، وكانت تحته بنت عاصم أو بنت أخيه، فلذلك أضاف ذلك إلى نفسه بقوله: ما أبتليت بهذا الأمر إلا لقولي، وقوله: إلا بقولي: أي بسؤالي عما لم يقع، كأنه قال: فعوقبت بوقوع ذلك في آل بيتي، قوله: قليل اللحم: أي نحيف الجسم، آدم: أي لونه قريب من السواد، خدلا: أي ممتلئ الساقين، ينظر: النهاية (٢/ ١٤)، الللسان، خدل، (١١/ ٢٠١)، فتح الباري (٩/ ٤٥٥)، قططا: بفتح القاف والمهملة بعدها مثلها هذا هو المشهور، وقد تكسر الطاء الأولى، والمراد به شدة جعودة الشعر، ويطلق في وصف الرجل ويراد به الذم يقال جعد اليدين وجعد الأصابع أي بخيل، ينظر: النهاية (٤/ ٨١)، اللسان، قطط، (٧/ ٣٨٠)، فتح الباري (٦/ ٤٨٦).