للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأهله، ويندحر الباطل وأهله» (١)

فأقوال الناس، وأعمالهم، وسائر تصرفاتهم يجب أن تعرض على الكتاب والسنة.

والشيخ – رحمه الله – يتابع سلف الأمة في إجلال السنة، والتمسك بها، والاحتجاج بها، ويقرر أنها محفوظة بحفظ الله تعالى لها، وأنها تضمنت أحكاما استقلت في بيانها، يقول رحمه الله: «ولا شك أن سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحي منزل، فقد حفظها الله كما حفظ كتابه، وقيض لها علماء نقادا، ينفون عنها تحريف المبطلين، وتأويل الجاهلين، ويذبون عنها كل ما ألصقه بها الجاهلون والكذابون والملحدون، لأن الله سبحانه جعلها تفسيرا لكتابه العزيز، وبيانا لما أجمل فيه من الأحكام، وضمنها أحكاما أخرى لم ينص عليها الكتاب العزيز، كتفصيل أحكام الرضاع، وبعض أحكام المواريث، وتحريم الجمع بين المرأة وعمتها، وبين المرأة وخالتها، إلى غير ذلك من الأحكام التي جاءت بها السنة الصحيحة ولم تذكر في كتاب الله العزيز» (٢)

وإذا كان من الناس من يزعم الاكتفاء بالقرآن والاحتجاج به دون السنة، «فقد ضل ضلالا بعيدا، وكفر كفرا أكبر، وارتد عن الإسلام بهذا المقال، فإنه بهذا المقال وبهذا الاعتقاد يكون قد كذب الله ورسوله، وأنكر ما أمر الله به ورسوله، وجحد أصلا عظيما من أصول الإسلام قد


(١) ابن باز، مجموع فتاوى ومقالات متنوعة (٤/ ٦٢).
(٢) مجموع فتاوى ومقالات متنوعة (١/ ٢١٦). وانظر: المرجع نفسه (٨/ ١٣٨).