للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

للضرورة. .» (١)

وإذا كان الشيخ ابن باز يختار اتباع الإمام أحمد في الأصول التي سار عليها، فإن هذا في الجملة، وإلا فإن الشيخ – رحمه الله تعالى – يذهب إلى قول جمهور أهل العلم في عدم الاحتجاج بالمرسل وفي هذا يقول: «والمرسل ليس بحجة عند جماهير أهل العلم كما نقل عنهم الإمام أبو عمر ابن عبد البر في كتابه التمهيد، هذا لو لم يوجد في السنة الصحيحة ما يخالفه. .» (٢)

وأيضا فإن الحديث الحسن لغيره، والذي هو القسم الرابع من أقسام الحديث المقبول – وهو من الضعيف المقبول عند أحمد – يرى الشيخ ابن باز عدم الأخذ به في الأصول؛ ومراده عدم الجزم بالإيجاب أو التحريم بناء عليه، بل غاية ذلك أن يحمل ما جاء في الحديث الحسن لغيره من الأمر على الاستحباب، وما جاء فيه من النهي على الكراهة، وذلك لأن الأصل – كما يقول الشيخ – في الحديث الحسن لغيره الضعف ولكن تقوى بنحوه، فيستأنس به، ولكن لا يعتمد عليه في


(١) ابن القيم، إعلام الموقعين عن رب العالمين (١/ ٢٩ – ٣٢)، مختصرا.
(٢) مجموع فتاوى ومقالات متنوعة (٤/ ٢٦١).