للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الإيجاب أو التحريم (١)

ثم هو بعد ذلك يؤكد لزوم الأخذ بقواعد الاستدلال والاستنباط للوصول إلى الحق، وحتى لا تضل الأفهام، أو تميل مع الأهواء وزخرف القول، يقول الشيخ – رحمه الله -: «قد أجمع علماء المسلمين – من عهد الصحابة رضي الله عنهم إلى يومنا هذا – على أن الاجتهاد محله المسائل الفرعية التي لا نص فيها، أما العقيدة والأحكام التي فيها نص صريح من الكتاب أو السنة الصحيحة، فليست محلا للاجتهاد، بل الواجب على الجميع الأخذ بالنص وترك ما خالفه، وقد نص العلماء على ذلك في كل مذهب من المذاهب المتبعة، ثم الاجتهاد – حيث جاز – إنما يكون من أهل العلم بكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - الذين لهم قدم راسخ في معرفة أصول الأدلة الشرعية، وأصول الفقه والحديث، ولهم باع واسع في معرفة اللغة العربية» (٢)

ولذا فإن واجب العامة وأشباههم أن يسألوا أهل العلم، وأن يتحروا من هو أقرب إلى السداد والاستقامة، ليرشدهم إلى الحق الموافق لشرع الله تعالى (٣) وأما أن يجتهد وهو لا يستطيع ذلك فهذا من الأغلاط الكبيرة (٤)


(١) انظر: ابن باز – شرح بلوغ المرام – باب الوضوء، حديث رقم (٥٥)، في الأشرطة المسجلة.
(٢) مجموع فتاوى ومقالات متنوعة (١/ ١١٦ - ١١٧). وانظر (٧/ ١٢٨ – ١٢٩).
(٣) انظر: المرجع السابق (٢/ ٣١٢).
(٤) انظر: المرجع السابق (٧/ ٢٣٤).