للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقول الشيخ رحمه الله: «وإنما يتم هذا الفضل ويحصل هذا الخير ويتضاعف بالصبر والإخلاص والصدق، فمن ضعف صبره، أو ضعف صدقه، أو ضعف إخلاصه لا يستقم مع هذا الأمر العظيم، ولا يحصل به المطلوب كما ينبغي، فالمقام يحتاج إلى إخلاص؛ فالمرائي ينهار ولا يثبت عند الشدائد، ويحتاج إلى صبر فذو الملل والكسل لا يحصل به المقصود على التمام. . .» (١)

ويقول: «فالداعي إلى الله سبحانه الصادق المخلص له البشرى بالخير، والعزة والكرامة وحسن العاقبة» (٢)

وأما عن تمثله لهذين الخلقين الكريمين؛ أما الصدق فلا يعرف سواه، لا مع الكبير ولا مع الصغير، لا في المحبوب ولا في المكروه، كما كان – رحمه الله – صريحا في قوله، وفي رده، وفي جوابه. . وكان لا يرضى بديلا عن الصدق والوضوح مهما كان الأمر. (٣)

وأما الإخلاص فأمره إلى الله تعالى، ولكن غاية ما هنالك أن تظهر أماراته، ويلمس أثره، ومن علاماته في العالم؛ تعظيمه لنصوص الشرع، وتحريه للسنن قولا وعملا، واتباعه مناهج سلف الأمة في العقيدة والعبادة والأخلاق والسلوك، والاجتهاد في تبليغ العلم ونشره، والدعوة


(١) المرجع السابق (٣/ ١١٤).
(٢) مجموع فتاوى ومقالات متنوعة (٧/ ٢٣٩).
(٣) انظر: حمد بن إبراهيم الشتوي، الإبريزية في التسعين البازية ص٣٠ – ٣١.