للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى المسلمين المقيمين ببلاد فارس: «إياكم وزي أهل الشرك». ويروى أن حذيفة بن اليمان رضي لله عنهما دعي إلى وليمة فرأى شيئًا من زي العجم فخرج وقال: من تشبه بقوم فهو منهم رواه الخلال. وروى الإمام أحمد من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صوموا يوم عاشوراء وخالفوا فيه اليهود صوموا يومًا قبله أو يومًا بعده» (١). وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ليس منا من تشبه بغيرنا» (٢) رواه الترمذي.

قال الشيخ تقي الدين: وهذا وإن كان فيه ضعف فهو يصلح للاعتضاد، وبكل حال فهو يقتضي تحريم التشبه بهم لعلة كونه تشبهًا، والتشبه يعم من فعل الشيء لأجل أنهم فعلوه وهو نادر ومن تبع غيره في فعل لغرض له في ذلك إذا كان أصل الفعل مأخوذًا عن ذلك الغير. فأما من فعل الشيء واتفق أن الغير فعله أيضًا ولم يأخذه أحدهما عن صاحبه ففي كون هذا تشبهًا نظر، لكي ينهى عنه لئلا يكون ذريعة إلى التشبه، ولما فيه من المخالفة، مع أن قوله: «غيروا الشيب، ولا تشبهوا باليهود» (٣) دليل على أن التشبه بهم يحصل بغير قصد منا ولا فعل؛ بل بمجرد ترك تغيير ما خلق فينا، وهذا أبلغ من الموافقة الفعلية الاتفاقية.

قال الشيخ تقي الدين ابن تيمية رحمه الله: وأمر بمخالفتهم في


(١) مسند أحمد ومن مسند بني هاشم (١/ ٢٦٤)
(٢) سنن الترمذي الاستئذان والآداب (٢٦٩٥).
(٣) صحيح البخاري أحاديث الأنبياء (٣٤٦٢)، صحيح مسلم اللباس والزينة (٢١٠٣)، سنن الترمذي اللباس (١٧٥٢)، سنن النسائي الزينة (٥٠٧١)، سنن أبو داود الترجل (٤٢٠٣)، سنن ابن ماجه اللباس (٣٦٢١)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٣٠٩).