للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شهوات أنفسهم، واتبعوا الآراء الفاسدة والمقالات الضالة حتى افترقت كلمتهم، لا سيما بعد أن ظهر فيهم عمرو بن لُحَيّ الخزاعي.

قال هشام بن محمد الكلبي في بيان ما عليه العرب قبل ظهور عمرو بن لحي الخزاعي: "إن إسماعيل بن إبراهيم – صلى الله عليهما – لما سكن مكة وولد له بها أبناء كثير، حتى ملؤوا مكة ونفوا من كان بها من العماليق (١) (٢) ضاقت عليهم مكة ووقعت بينهم الحروب والعداوات وأخرج بعضهم بعضًا، فتفسحوا في البلاد والتماس المعاش.

وكان الذي سلخ بهم إلى عبادة الأوثان والحجارة أنه كان لا يظعن بمكة ظاعن إلا احتمل معه حجرًا من حجارة الحرم تعظيمًا للحرم، وصبابة بمكة، فحيثما حلوا وضعوه وطافوا به كطوافهم بالكعبة، تيمّنًا منهم بها، وصبابة بالحرم، وحبًّا له، وهم بعدُ يعظمون الكعبة ومكة ويحجون ويعتمرون على إرث إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام (٣) ثم سَلَخَ ذلك بهم إلى أن عبدوا ما اسَتحبُّوا، وَنسوا ما كانوا عليه، واستبدلوا بدين إبراهيم وإسماعيل غيرَه، فعبدوا


(١) هم بنو عمليق بن لاوذ بن سام بن نوح، وهم أمم تفرقوا في البلاد، انظر: لسان العرب (١٠/ ٢٧١).
(٢) هم بنو عمليق بن لاوذ بن سام بن نوح، وهم أمم تفرقوا في البلاد، انظر: لسان العرب (١٠/ ٢٧١). ') ">
(٣) سيرة ابن هشام، ١/ ٨، وانظر: أخبار مكة (١/ ٥١٦ – ١٦٥)، البداية والنهاية (٢/ ١٨٨). ') ">