للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأوثان، وصاروا إلى ما كانت عليه الأمم من قبلهم، وانَتَجثُوا (١) ما كان يَعْبُد قوُم نوح – عليه السلام – منها، على إرث ما بقيَ فيهم من ذكرها، وفيهم على ذلك بقايا من عهد إبراهيم وإسماعيل ينتسكون بها، من تعظيم البيت والطواف به والحج والعمْرة والوقوف على عَرَفَةَ ومُزْدَلفَةَ وإهداء البُدْن والإهلال بالحج والعمرة مع إدخالهم ما ليس فيه منه (٢).

فكانت نزار تقول إذا ما أهلَّتْ:

"لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك، إلا شريكًا هو لك، تملكه وما ملك".

ويوحدونه بالتلبية ويدخلون معه آلهتهم، ويجعلون مِلْكَها بيده، يقول الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ}، أي ما يُوَحدُونَني بمعرفة حقّي إلا جعلوا معي شَريكًا من خَلْقي. . " (٣)

قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: "وكان أهل


(١) أي استخرجوا؛ فالانتجاث: الاستخراج؛ كما في القاموس المحيط مادة (نجث) ص ٢٢٦. ') ">
(٢) وينظر: أخبار مكة للأزرقي (٥/ ١٦١) وما بعدها. ') ">
(٣) انظر: كتاب الأصنام ص ٥٤، وانظر: سيرة ابن هشام، (١/ ٨٠)، والروض الأنف (١/ ١٦٧). ') ">