للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكذا قال محمد بن إسحاق في السيرة (١)

وأما عبادة الحجارة فأصلها مما سبق ذكره من التعلق بالحرم ثم الغلو في آثاره: قال الكلبي: " واستهترت العربُ في عبادة الأصنام، فمنهم من اتخذ بيتًا، ومنهم من اتخذ صنمًا، ومن لم يقدر عليه ولا على بناء بيتٍ نصبَ حجرًا أمامَ الحَرم وأمامَ غيره مما استحسَن، ثم طاف به كطوافه بالبيت، وسموْها الأنصاب. وإذا كانت تماثيل دَعَوْها الأصنام والأوثان، وسَمَّوا طوافهم الدوار، فكان الرجل إذا سافر فنزلَ منزلاً أخذ أربعة أحجار فنظر إلى أحسنها فاتخذه ربًّا، وجعل ثلاثَ أثافيَّ لقِدْرِه وإذا ارتحل تركه، وإذا نزل منزلاً آخر فعل مثل ذلك.

فكانوا ينْحَرُون ويذبَحون عند كلها، ويتقربون إليها، وهم عارفون بفضل الكعبة عليها، يَحُجُّونها ويعتمرون إليها.

وكان الذي يفعلون ذلك في أسفارهم إنما هو للاقتداء منهم بما يفعلون عندها ولصبَابَة بها ... ) (٢)

(وكانت للعرب حجارةٌ غير منصوبة يطوفون بها ويَعْتِرون (٣)


(١) السيرة لابن هشام (١/ ٨٣). ') ">
(٢) كتاب الأصنام، للكلبي، ص ٤٨ – ٤٩. ') ">
(٣) في القاموس المحيط مادة (عتر) ص (٥٥٩)، العَتْر: الذبح، وبالكسر: الصنم يُعْثر له وكل ما ذبح، وشاة كانوا يذبحونها لآلهتهم كالعشيرة.