للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أفلا تتقون الشرك مع هذا الإقرار، {فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلا الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ}، أي: فأين تصرفون عن عبادته وأنتم مقرون به " (١) (٢)

وفي سورة المؤمنون: يقول الله للمشركين المكذبين بالبعث العادلين بالله غيره محتجًّا عليهم بما أثبتوه وأقروا به من توحيد الربوبية وانفراد الله بها على ما أنكروه من توحيد الألوهية والعبادة، وبما أثبتوه من خلق المخلوقات العظيمة على ما أنكروه من إعادة الموتى، قال تعالى: {قُلْ لِمَنِ الأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٨٤) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (٨٥) قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (٨٦) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ (٨٧) قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٨٨) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ}.

قال ابن جرير الطبري: (يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: قل يا محمد لهؤلاء المكذبين بالآخرة من قومك: لمن ملك الأرض ومن فيها من الخلق إن كنتم تعلمون مَنْ مالكها؟ ثم أعلمه أنهم


(١) انظر: تفسير البغوي (٤/ ١٣٢).
(٢) انظر: تفسير البغوي (٤/ ١٣٢). ') ">