للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سيقرّون بأنها لله ملكًا، دون سائر الأشياء غيره {قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ}، يقول: فقل لهم إذا أجابوك بذلك كذلك: أفلا تذكرون فتعلمون أن من قدر على خلق ذلك ابتداء فهو قادر على إحيائهم بعد مماتهم وإعادتهم خلقًا سويًّا بعد فنائهم) (١)

وقال ابن كثير – رحمه الله -: " ولهذا قال لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم أن يقول للمشركين العابدين معه غيره المعترفين له بالربوبية وأنه لا شريك له فيها، ومع هذا فقد أشركوا معه في الإلهية فعبدوا غيره معه، مع اعترافهم أن الذين عبدوهم لا يخلقون شيئًا ولا يملكون شيئًا ولا يستبدون بشيء، بل اعتقدوا أنهم يقربونهم إليه زلفى: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى}، فقال: {قُلْ لِمَنِ الأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا} {سَيَقُولُونَ لِلَّهِ}، أي فيعترفون لك بأن ذلك لله وحده لا شريك له، فإذا كان ذلك: {قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ} أنه لا تنبغي العبادة إلا للخالق الرازق لا لغيره، {سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ} أي فكيف تذهب عقولكم في عبادتكم معه غيره مع اعترافكم وعلمكم بذلك)


(١) تفسير ابن جرير (١٨/ ٤٧)، وانظر: تفسير السعدي (ص٥٥٧). ') ">