للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يريدونه لأنفسهم.

وهو الغني الذي له الغنى التام المطلق الذي لو اجتمع الخلق من أولهم وآخرهم في صعيد واحد فسألوه، فأعطى كلاًّ منهم ما سأل وتمنى، لم ينقصوا غناه شيئًا، ولم ينقصوا مما عنده إلاّ كما ينقص البحر ذا غمس فيه المخيط. وجميع الشفعاء يخافونه فلا يشفع منهم أحد إلاّ بإذنه، وله الشفاعة كلها، فبهذه الفروق يعلم جهل المشركين به، وسفههم العظيم، وشدة جراءتهم عليه ويعلم أيضًا الحكمة في كون الشرك لا يغفره الله تعالى، لأنه يتضمن القدح في الله تعالى " (١) (٢).

وقال تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (١٨) وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا}.

قال ابن كثير رحمه الله: " ينكر تعالى على المشركين الذين عبدوا مع الله غيره، ظانين أن تلك الآلهة تنفعهم شفاعتها عند الله فأخبر تعالى أنها: لا تنفع ولا تضر ولا تملك شيئًا، ولا يقع شيء


(١) تفسير السعدي ص ٧١٨.
(٢) تفسير السعدي ص ٧١٨. ') ">