للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عددًا وأيسره عدة) إلى آخر الخطبة

وأما قول بعض المتأخرين المنافحين عن الشرك: " إن المشركين كانوا يقولون ذلك من باب الكذب والنفاق وهروبًا من الحجة وأن قلوبهم تأبى ذلك وتنكره " (١) فهذا قول باطل ومخالف لواقع المشركين، وتنقضه الأدلة السابقة.

ثم إن الله سبحانه وتعالى لما ذكر جوابهم واعترافهم بالربوبية لم يُكذّبهم في دعواهم، ولو كانوا كاذبين أخبر يكذّبهم، كما أخبر تعالى بكذب المنافقين: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ}.


(١) قال ذلك عدد من المجادلين عن الشرك مثل (محمد علوي مالكي في كتابه مفاهيم يجب أن تصحح ص ٢٦، وعيسى الحميري، كما في كتابه تصحيح المفاهيم العقدية في الصفات الإلهية ص ٢٨٧. ومن العجب أن يذكر قوله تعالى: (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ)، ثم يقول ص ٢٨٩: " نزلت في المشركين بالله ربوبية وألوهية وإن اعترفوا بوجود الخالق للسماوات والأرض "، وهذا إقرار منه بصدق اعترافهم بوجود الخالق وهذا هو الإقرار بالربوبية وهذا من التناقض، والله المستعان.