للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والثالث: أن يعتقده موصوفًا بالصفات التي لا يجوز إلا أن يكون موصوفًا بها من العلم والقدرة والحكمة وسائر ما وصف به نفسه في كتابه.

إذ قد علمنا أن كثيرًا ممن يقر به ويوحده بالقول المطلق قد يلحد في صفاته فيكون إلحاده في صفاته قادحًا في توحيده.

ولأنّا نجد الله تعالى قد خاطب عباده بدعائهم إلى اعتقاد كل واحدة من هذه الثلاث، والإيمان بها " (١)

ثانيًا: وقال الشيخ أبو محمد ابن عبد البصري أحد علماء المالكية في كتابه أصول السنة والتوحيد: " وقد أخبر عن الكفار أنهم يعرفونه مع ردهم على رسله. قال تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}، وقال [سبحانه]: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} مع آيات كثيرة، وذلك موجود منهم ضرورة، وهم في الجاهلية يعرفونه ولا ينكرونه، ويقولون: إلهنا القديم والعتيق، وإله الآلهة، ورب الأرباب، وغير ذلك، مع كفرهم.

فدل [ذلك] على أن تلك ضرورة ألزموها، وهو قوله تعالى:


(١) الإبانة (المخطوط، ص ٦٩٣ - ٦٩٤)، وقد نقلت نص كلامه بواسطة كتاب القول السديد في الرد على من أنكر تقسيم التوحيد، د. عبد الرزاق البدر، ص ٢٩.