للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بمصالح العالم كلِّه، وإنما أنكروا توحيد الإلهية والمحبة، كما قد حكى الله تعالى عنهم في قوله: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ}، فلما سوَّوا غيره به في هذا التوحيد كانوا مشركين كما قال الله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ}.

وقد علَّمَ الله سبحانه وتعالى عباده كيفيَّة مُبايَنَةِ الشرك في توحيد الإلهية، وأنه تعالى حقيق بإفراده ولِيًّا وحَكَمًا وربًّا، فقال تعالى: {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا}، وقال: {أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا}، وقال: {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا}.

فلا وليَّ ولا حَكَمَ ولا ربَّ إلا الله الذي من عَدَل به غيره فقد أشرك في ألوهيته ولو وحَّد ربوبيَّتَهُ.

فتوحيدُ الربوبية هو الذي اجتمعت فيه الخلائق مؤمنها وكافرها، وتوحيد الإلهيَّة مفرَقُ الطرق بينَ المؤمنينَ والمشركينَ، ولهذا كانت كلمة الإسلام: لا إله إلا الله، ولو قال: لا رب إلا الله لما أجزأه عند