للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أنه سبحانه رب وإله؟ وإنما تعجبت وأنكرت التوحيد بالإلهية فقالوا: {أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} (١)

ثالثًا: قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (ت ٧٢٨هـ): " بل المشركون الذين سمَّاهم الله ورسوله مشركين، وأخبرت الرسل أن الله لا يغفر لهم، كانوا مقرِّين بأن الله خالق كل شيء.

فهذا أصل عظيم يجب على كل أحد أن يعرفه، فإنه به يُعرف التوحيد، الذي هو رأس الدين وأصله " (٢) (٣)

وقال أيضًا: " ومعلوم أن المشركين من العرب الذين بُعث إليهم محمد صلى الله عليه وسلم أولاً - لم يكونوا يخالفونه في هذا، بل كانوا يقرون بأن الله خالق كل شيء، حتى إنهم كانوا مقرين بالقدر أيضًا، وهم مع هذا مشركون ".

رابعًا: قال تقي الدين أحمد بن عل المقريزي الشافعي (ت ٨٤٥ هـ): " ولا ريب أن توحيد الربوبية لم ينكره المشركون، بل أقرُّوا بأنه سبحانه وحده خالقهم وخالق السماوات والأرض، والقائمُ


(١) أصول السنة والتوحيد، للشيخ أبو محمد ابن عبد البصري، وهو كتاب مفقود وقد نقلت نص عبارته بواسطة كتاب درء تعارض العقل والنقل: (٨/ ٥٠٩ - ٥١٢)، وقد وصفه ابن تيمية بأن طريقته طريقة أبي الحسن ابن سالم، وأبي طالب المكي وأمثالهما من المنتسبين إلى السنة والمعرفة والتصوف واتباع السلف وأئمة السنة والحديث.
(٢) درء تعارض العقل والنقل (٩/ ٣٧٨).
(٣) درء تعارض العقل والنقل (٩/ ٣٧٨). ') ">