قال تقي الدين الفاسي في كتابه شفاء الغرام:[ويروى أن الخليفة الرشيد أو جده المنصور أراد أن يغير ما صنعه الحجاج بالكعبة وأن يردها إلى ما صنعه ابن الزبير فنهاه عن ذلك الإمام مالك بن أنس رحمه الله، وقال له: نشدتك الله لا تجعل بيت الله ملعبة للملوك لا يشاء أحد منهم أن يغيره إلا غيره فتذهب هيبته من قلوب الناس. انتهى بالمعنى، ثم قال: وكأنه في ذلك لحظ أن درء المفاسد أولى من جلب المصالح وهي قاعدة مشهورة معتمدة]. . اه. ولبعض العلماء كلام في بيان حكم كتابة القرآن بغير العربية نثبته فيما يلي:
ذكر جلال الدين السيوطي في (الإتقان) مسألة كتابة القرآن بغير العربية ونقل فيها عن الزركشي احتمال الجواز، وترجيح المنع من كتابة القرآن بغير الحروف العربية، قال: قال الزركشي: هل تجوز كتابته بقلم غير عربي؟ هذا مما لم أر فيه كلاما لأحد من العلماء: ويحتمل الجواز، لأنه قد يحسنه من يقرؤه بالعربية، والأقرب المنع كما تحرم قراءته بغير لسان العرب، ولقولهم القلم أحد اللسانين، والعرب لا تعرف قلما غير العربي وقد قال تعالى {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ}(١) - اه، ولم يعلق السيوطي على ذلك فكأنه رده.
وقد ذكر الشيخ محمد رشيد رضا في مجلة المنار أن بعض المسلمين في الترنسفال كتب إلى جريدة في مصر ثلاثة أسئلة لعرضها على بعض علماء الأزهر فعرضتها على الشيخ محمد بخيت فأجاب عنها ونشرت الجريدة أجوبتها. أحد الأسئلة عن التزوج بأخت الرضيعة وجوابه معروف وهو أنه لا يحرم على الرجل إلا من رضعت هي وإياه من امرأة، وأما أخت الرضيعة فلا تحرم. والسؤال الثاني يتعلق بالاقتداء بالمخالف وبينا الراجح فيه عندنا في آخر الجزء الماضي وأن في المسألة قولين مصححين ولكن الشيخ ذكر أن الأصح خلاف ما رجحناه وهو المذكور في كتب الفقه وهم أسرى تلك الكتب.
وأما السؤال المهم فهو ما جعلناه عنوانا لهذه النبذة (أي كتابة القرآن بالحروف